الصفحة الرئيسية
>
قــصـــة
أبو هريرة والجوع
كان الصحابي الجليل أبو هريرة منقطعا لخدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبته، وكان أحيانا يبلغ به الجوع مداه، ومن ذلك ما يحيه عن نفسه؛ حيث قال: إنه كان يشتد بي الجوع حتى أني كنت أسأل الرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن آية من القرآن وأنا أعلمها كي يصحبني معه إلى بيته فيطعمني. وقد اشتد بي الجوع ذات يوم حتى شددت على بطني حجرا فقعدت في طريق الصحابة فمر بي أبو بكر فسألته عن آية في كتاب الله وما سألته إلا ليدعوني فما دعاني .
ثم مر بي عمر بن الخطاب فسألته عن آية فلم يدعني أيضا حتى مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرف ما بي من الجوع فقال: يا أبا هريرة، قلت: لبيك يا رسول الله وتبعته فدخلت معه البيت فوجد قدحا فيه لبن فقال لأهله: من أين لكم بهذا؟ قالوا : أرسل به فلان إليك فقال يا أبا هريرة انطلق إلى أهل الصُّفّة فادعهم فساءني إرساله إياي لدعوتهم وقلت في نفسي: ما يفعل هذا اللبن مع أهل الصفة ؟ وكنت أرجو أن أنال منه شربة أتقوى بها ثم أذهب إليهم فأتيت أهل الصفة ودعوتهم فأقبلوا فلما جلسوا عند رسول الله قال: (خذ يا أبا هريرة فأعطهم) فجعلت أعطي الرجل فيشرب حتى يروى إلى أن شربوا جميعا فناولت القدح لرسول الله فرفع رأسة إليّ مبتسما وقال : بقيت أنا وأنت قلت صدقت يا رسول الله قال فاشرب فشربت ثم قال اشرب فشربت وما زال يقول اشرب فأشرب حتى قلت والذي بعثك بالحق لا أجد له مساغا فأخذ الإناء وشرب من الفضلة.
(موسوعة القصص الواقعية، بتصرف).
المزيد |